الخرطوم : فتحية خليل
في وقت لا يزال فيه كثيرون يعيشون على هامش الخرطوم، تجرأت شركة هونر على إطلاق حملة إعلانية بعبارة قصيرة لكنها مثيرة للدهشة والتأمل:
“هونر في الخرطوم.. إنتو وين؟”
الإعلان، الذي انتشر على لوحات الطرق وفي مواقع التواصل، لم يكن مجرد ترويج لمنتج، بل بدا وكأنه رسالة تحدي وافتخار، وصرخة انتماء من قلب العاصمة التي لا تزال تنبض بالحياة رغم الحرب.
شعار الحملة، بتكثيفه اللافت، جاء ليعلن أن الشركة باقية، عاملة، وموجودة ميدانيًا، وسط ظروف استثنائية دفعت كثير من الشركات والمؤسسات للهروب أو التوقف. لكن هونر اختارت أن تبقى، وتقول بصوت واضح: الخرطوم ما زالت فيها حياة، عمل، وأمل.
ردود الأفعال على الإعلان كانت قوية. البعض شاف فيه فخر وشجاعة، والبعض التقط فيه نغمة التحدي. لكنه في النهاية، نجح في تحقيق هدفه: لفت الانتباه، وإثبات الوجود، وإعادة تعريف مفهوم “الاستمرارية” في زمن الانقطاع.
الإعلان ما كان محتاج موسيقى ولا مشاهد درامية.. كانت كلمتين بس، لكن وقعهن زي الطلقة، جايات من شركة واعية بمكانها، وبقيمة إنها تكون “هنا.. في الخرطوم.