شاشة زرقاء صغيرة ولكنها واسعة بما تعطينا له من خيال ومساحات من الجمال والروعة تقودك لعالم اخر في زمن الندرة لزخم المواد الإعلامية والاعلانية وندرة الشاشات الملونة عكس مافي زماننا هذا الذي ضج بالصالح والطالح واخر قد عمته فوضى انتزعت جوانب الجمال والتشويق وعناصر الإثارة بل ادنى مقومات العمل الإعلامي.
في بيوتنا كنا نجلس نحن في انتظار برنامج السودان هذا الصباح بكل لهفة ومسلسل الاطفال اليومي قصص بوليانا وفتاة المراعي ونيلز الصغير بذات المتعة والمسلسل المصري بتوقيته الثابت االذي لايتغير ابدا ونشرات الأخبار بصوت عمالقة العمل التلفزيوني والاذاعي امثال الصباغ وعز الدين خضر (خطر) وغيرهم .
اما عندما يأتي المساء وتحين الساعة السادسة لا توجد اسرة سودانية في الداخل والخارج تفوت مشوار المساء خاصة ذاك المشوار الذي جمع مثلث الابداع القامة الشفيع عبد العزيز والطيب عبد الماجد والجميلة هبه المهندس مشوار يتمنى الجميع ان لاينتهي امتاعا ودهشة تقديما يليق بالكبار وصورة تحدث عن جيل عبقري ومدهش استطاع كتابة اسمه في ذاكرة الامه السودانية الذواقة.
مادعاني لإجترار هذه الذكريات ماتمر به الانسانة المبدعة سفيرة الفن والجمال الإعلامية هبة المهندس من صراع مع المرض وهي تقهره بعزيمتها وصبرها وقبولها ودعوات المحبين تغمرها من كل جانب وحقا حب الناس يحبوكا.
وانت تقلب الصفحات لاتجد صفحة واحدة وهي لا تدعوا لها تضامن شعبي كبير وجدته بت المهندس هو مؤشر يدل على مكانتها بين جمهورها التي استطاعت امتلاكها بماقدمت وماظلت تقدمه.
فالاعلامي الصادق والمادة الجميلة تظل خاضرة تحدث عن نفسها مهما طال الزمن والغرس الطيب يحصد اهله الثمار.
شفاك الله بت المهندس الاصيلة واتم لكي العافية والستر ودمتي في قلوب الناس رمزا للجمال.
حاجة اخيرة..
لصناع الفوضى في بلادي باسم الحرية الصحفية زورا وبهتانا اصحاب الضجيج الخالي من المضمون وركاكة التقديم تعلموا من السابقين فالاعلامي بصمة ومن استطاع وضع البصمة الصحيحة يبقى ويصمد.