الأحد, يوليو 27, 2025
الرئيسيةمقالاتدعوة إلى النجاة.. د. كامل إدريس يفتح باب الحوار السوداني – السوداني...

دعوة إلى النجاة.. د. كامل إدريس يفتح باب الحوار السوداني – السوداني .. بقلم/ د.إسماعيل الحكيم..


أطلق رئيس الوزراء المكلف، الدكتور كامل إدريس في توقيت مفصلي من تاريخ السودان، وفي لحظة وطنية تتعالى فيها نداءات الإنقاذ الحقيقي، أطلق دعوة صادقة وعميقة الدلالة إلى حوار سوداني – سوداني خالص، دعوة تُعيدنا إلى أصل الأشياء وجذرها ، إلى ما كان يجب أن يكون منذ سقوط نظام الإنقاذ، لكنها تأخرت كثيرًا بسبب سطوة التدخلات الخارجية وتغول العملاء والخونة الذين وجدوا في فراغ البلاد مرتعًا لمآربهم، وتكالبوا على ثرواتها وقرارها الوطني.
لقد تاهت البلاد لسنوات في دهاليز المحاور الأجنبية، وتحوّلت ساحاتها إلى ملعب مفتوح لكل من هبّ ودبّ، وساد خطاب الإقصاء والتخوين، وعمّ الانقسام، بينما ظل الوطن يتآكل، ودماء أبنائه تُهدر، ومؤسساته تنهار. وفي خضم هذا الركام، ترتفع دعوة د. كامل إدريس كصوت عقل وضمير، ينادي بـالتلاقي الوطني على صعيد واحد، دون استثناء أو إقصاء.
إنها ليست مبادرة سياسية فحسب ، بل نداء تاريخي لإعادة بناء الدولة من الداخل على أسس من الإخوة والتوافق والمسؤولية ، بأيدي السودانيين وحدهم، دون وصاية أو تبعية. فالسودان لا يفتقر إلى العقول ولا إلى الكفاءات، بل إلى إرادة جامعة ومشروع وطني توافقي ينبثق من رحم الإرادة الشعبية، ويعتمد على فكر العلماء ونبل المقاصد وحكمة التجربة.
دعوة د. إدريس تحمل في جوهرها رؤية للسلام العادل والتوازن الوطني والاستقرار الحقيقي، وهي تتطلب منا جميعًا – سياسيين ونقابيين، مفكرين ومهنيين، شبابًا وشيوخًا – أن نرتقي فوق الجراح، وننحي الأجندات الضيقة، وأن نُشمّر السواعد ونأخذ الكتاب بقوة أن هلموا إلى وطنكم..
فلا خلاص لنا إلا ببناء مشروع وطني جامع، يعيد للسودان مجده وهيبته، وينهض بمؤسساته على أسس من النزاهة والكفاءة والتكامل. ولأن الحوار الحقيقي لا ينجح إلا إذا انطلق من مشكاة واحدة، تجمع ولا تفرق، تعترف بالاختلاف لكنها لا تجعل منه عداوة، فإن دعوة رئيس الوزراء هذه يجب أن تُحتضن وتُفعّل فورًا، بعيدًا عن المهاترات والمزايدات.
إنها لحظة الحقيقة.. وعلى الجميع أن يجيبوا نداء الوطن قبل أن تُغلق نوافذ الأمل. فالسودان لا ينقصه شيء سوى أن يتوحد أهله على كلمة سواء.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات