الأربعاء, يونيو 25, 2025

الهارب الهارب من القصاص بقلم/ البروفيسور كنعان أبوفاطنة.

فر اللواء عبد الرحمن جمعة أبوكوليج المتهم بجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي من الصالحة إلى الضعين يجر أذيال الهزيمة النتنة هارباً متناسياً أنه كان يتبطح ويتظاهر للبسطاء ببطولات مزيفة كأنه عنترة بن شداد عائداً من معركة منتصراً فيها ليفخر بنصره أمام عبلة.

هرب أبوكوليج تاركاً خلفه شباناً مخدرة عقولهم بحبوب توزع عليهم من عناصر المليشيا تثبيتاً لهم في معارك أبيدوا فيها عن بكرة أبيهم.
لم يخن الوطن فحسب بل خان حتى المليشيا التي ينتمي إليها باع السلاح والذخيرة في الصالحة وفي الوقت ذاته أطلق تسجيلات صوتية يتهم فيها بعض الأفراد لا رغبة في الإصلاح بل تمويهاً لجريمته الكبرى تسريب العتاد.

وطبعاً لم ينس نصيبه من النهب فقد قام بسرقة كل أموال البنوك في الجنينة ونهب عربات المنظمات الإنسانية ثم حول تلك الغنائم إلى مشروعه الخاص فافتتح له كافيه في سوق البروش يسمى البادية جعله واجهة لتجارة الحبوب المخدرة التي كان يجلبها من الجنينة فدمر بها عقول الشباب وأحال بعضهم إلى هياكل بشرية مسلوبة الإرادة.

أما الفاجعة الأعظم فكانت في غرب دارفور حيث أشرف على مجازر مروعة واغتال والي الولاية الشهيد خميس عبد الله أبكر كندم ودفن الأبرياء أحياء في واحدة من أبشع صفحات هذا الصراع الدامي.

إنه رجل أمي لا يعرف القراءة ولا الكتابة لا يحسن سوى فوهة البندقية وقتل الأبرياء.

ولم يكتف هو بذلك بل هربت أسرته وأبناء عمومته إلى أوغندا عند مدينة بيالي هاربين من حساب العدالة التي لا تترك مجرميها يفلتون.

ومنذ ذلك اليوم تلاحقه كوابيس الضحايا يهذي ليلاً كأن صرخات المذبوحين تطارده وكأن التراب الذي احتضن الأجساد رفض أن يبتلع الجريمة فلفظها شاهدة تطالب بالقصاص

لكن الحق لا يموت وإن تأخر لا سيف يحمي لا رتبة تنقذ والزنزانة تعرف مجرميها.

الهروب لا يعفي والدم لا يمحى والعدالة لا تتراجع

ويومه آت وهو أقرب مما يظن.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات