الجمعة, يونيو 20, 2025
الرئيسيةمقالات" طوق النجاة في زمن المحن" .. بقلم : مصطفى عبيدالله

” طوق النجاة في زمن المحن” .. بقلم : مصطفى عبيدالله

في ظلّ ما يعانيه شعبنا السوداني الحبيب من آلام الحرب وويلات الحصار وغياب الأمن، يبحث الناس عن بارقة أمل، وعن سكينة في القلوب وطمأنينة في الأرواح. وهنا تشرق أمامنا سُنة رسول الله ﷺ وهديه العظيم، الذي جعله الله عزّ وجلّ رحمةً للعالمين.
لقد كانت محبّة النبي ﷺ عند الصحابة والتابعين ليست مجرد عاطفة قلبية، بل منهج حياة وسبيل نجاة. كيف لا؟ وهو الذي قال:
“لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين” (رواه البخاري).
وفي هذا الحديث العظيم دلالة واضحة على أن محبة النبي ﷺ ليست ترفًا شعوريًا بل إيمانًا عمليًا يُترجم في السلوك والاتباع والاقتداء. محبة تدفع البلاء وتُورث الأمان إنّ المحبة الصادقة للنبي ﷺ تجلب لصاحبها السعادة والطمأنينة، وتكون سببًا في رفع البلاء ودفع المحن، وذلك لما تحمله من صلة روحية بالقدوة العظمى التي دلّت على الخير وأرشدت إلى الصراط المستقيم.
وفي الحديث الشريف:
“أكثروا الصلاة عليّ يوم الجمعة وليلة الجمعة، فإن صلاتكم معروضة عليّ” (رواه أبو داود).
وفي الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ منافع عظيمة، ليس أقلّها دفع الكروب، فقد جاء عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قوله:
“اجعلوا للنبي ﷺ من دعائكم نصيبًا، فإنها سبب في تفريج الهموم وغفران الذنوب”. ونذكر أنه عندما اشتد الأذى على النبي ﷺ وأصحابه في مكة، كان يلجأ إلى الصلاة والدعاء، ويُعلّم أصحابه الصبر واليقين. وفي غزوة الأحزاب، حين اجتمعت الأحزاب على المدينة وبلغت القلوب الحناجر، ثبت النبي ﷺ وأكثَر من الذكر والدعاء، وهو القائل:
“اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم”،
فكان النصر من عند الله، وانكشف الكرب عن المؤمنين وكذلك جاء رجل إلى الحسن البصري رحمه الله يشكو الفقر، فقال له:
“أكثر من الاستغفار والصلاة على النبي ﷺ، ففيها بركة الأرزاق وانشراح الصدر” لذلك نقول إن ما نمر به اليوم في السودان يحتاج إلى يقظة إيمانية و أن نجعل من هدي النبي ﷺ نبراساً لنا في بيوتنا، في سلوكنا، في تعاملنا مع الآخرين:
نُحيي خلق الرحمة والتسامح، نصبر على الأذى ونقابل الإساءة بالإحسان،
نُكثر من الدعاء والصلاة على النبي ﷺ، نصل الأرحام ونعين المحتاجين،
نزرع الأمل في النفوس فخلاصة القول يستوجب علينا في هذه الأيام العصيبة حيث تزداد حاجتنا لمحبة رسول الله ﷺ، ليس حبًا عاطفيًا فحسب، بل محبة تنعكس في أفعالنا اليومية، محبة تجعلنا نتمسك بسنته ونهجه، فنجد فيها الطمأنينة في القلوب، والبركة في الرزق، ودفع البلاء، وطمأنينة النفس. إنها طوق النجاة لنا ولأهلنا، ومفتاح للفرج من الشدائد.
اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى ال سيدنا محمد كما صليت على سيدنا ابراهيم وعلى أل سيدنا ابراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى ال سيدنا محمد كما باركت على سيدنا ابراهيم وعلى ال سيدنا ابراهيم في العالمين إنك حميد مجيد .

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات