الأربعاء, يونيو 18, 2025

مسارات محفوظ عابدين عندما تحولت شندي الى (منطقة حرة).

قد تكون الجولة التي ابتدرها المدير التنفيذي لمحلية شندي خالد عبد الغفار الشيخ يوم الثلاثاء في سوق شندي الكبير بصحبه السلطات المختصة في المحلية في المقاييس والمواصفات والصحة للتأكد من سلامة وصلاحية السلع المتداولة في الاسواق قد تكون جولة عادية تقوم بها السلطات المختصة من حين الى اخر في زمن (السلم) وفي زمن( الحرب) وذلك للتأكد من سلامة السلع وجودتها لأن هذا امر مهم لصحة الناس وفي المنفعة العامة التي تحققها اي سلعة من السلع اي كانت في غير المواد الغذائية.
ولكن يبدو ان جولة الثلاثاء قد تختلف من غيرها لاسباب عديدة اولا كانت شندي في زمن الحرب قد تحولت الى (منطقة حرة) تزود العديد من ولايات السودان بالسلع المختلفة منها ولاية الخرطوم وولاية الجزيرة قبل الاجتياح وبعد التحرير وسنار والنيل الازرق وحتى ولايتي كسلا والبحر الاحمر في شرق السودان.
وكانت مركزا للعديد من السلع حتى مناطق شمال كردفان ودافور كانت تتزود من شندي عن طريق مدينة الدبة بالولاية الشمالية خاصة في المنتوجات الزراعية مثل الفول والبصل والتوابل بالاضافة الى المواد الاخرى من الحديد الكمر والسيخ والصاج وقطع الغيار والادوية البشرية والبيطرية والمستهلكات الطبية وادوات المعامل بل كانت شندي مقرا لكثير من معارض السيارات وتحولت شندي في عامي الحرب الى منطقة (حرة) بمعنى الكلمة اضافة الى ان عشرات المصانع التي انتقلت من الخرطوم واستقرت بشندي فقد وصلت منتجاتها الى جميع ولايات السودان ،وكل هذا العمل الكبير الذي حول شندي الى منطقة حرة زاد من أعباء السلطات الأمنية والسلطات في المقاييس والمواصفات والسلطات الصحية في ايجاد سلع بالمواصفات المطلوبة رغم الظروف الأمنية والاقتصادية التي احاطت بالبلاد بسبب الحرب.
والجولة التي ابتدرها المدير التنفيذي خالد عبد الغفار الشيخ في السوق الكبير بشندي برفقة السلطات المعنية للتأكد من سلامة وصلاحية السلع خاصة الغذائية المرتبطة بصحة الانسان مباشرة. هي إمتداد لجولات (سابقات) و جولات (قادمات) بأذن الله ولكن بعد التحرير الخرطوم كانت هنالك الكثير من السلع كانت في المخازن لم تصل الى يد (المليشيا) ولا ايدى (الشفشافة) وظلت في مخازنها طوال هذه المدة التي امتدت لاكثر من عامين ربما يتسلل منها جزءا الى المناطق المجاورة ومنها شندي فكان تكثيف هذا العمل بالصورة التي نقلتها الوسائط للمدير التنفيذي لمحلية شندي خالد عبد الغفار الشيخ وفريق العمل من المواصفات والمقاييس والصحة وهم يجوبون السوق (فحصا) و(تدقيقا).
والأمر المهم ان شندي يمكن ان تصبح (منطقة حرة) ان كان بالمعنى المتخصص أو المعنى العام.
واذكر ان لقاءا جمع المدير التنفيذي لمحلية شندي خالد عبد الغفار الشيخ برئيس قطاع ولاية نهر النيل بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس الدكتور أحمد سيد احمد عمر في شندي كان ثمرة هذا اللقاء اقامة برج للمواصفات والمقاييس في شندي واقامة قرية للصادر وقيام اكبر معمل لمعايرة الأجهزة الطبية الذي سيكون الاول في السودان والثاني افريقيا بعد دولة جنوب افريقيا. ولكن الظروف الأمنية وقتها كانت مقدمة على كل شيء والآن يمكن ان يعاد ترتيب الامور ووضع مصفوفة لتنفيذ مقترحات هيئة المواصفات والمقاييس السودانية لتكون شندي قد وضعت أولى الاساس لتكون فعلا (منطقة حرة) بالمعنى المتخصص والعام.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات