كم هو مضحكٌ – ومؤلم – أن ترى الخونة يبكون اليوم من سكاكين الغدر، بينما هم من سنّوا لها سنة العمل.
يصرخ أحدهم من داخل “زنزانة المليشيا” التي هتف لها يومًا…
ويتوسل آخر بعدما صفعته نفس اليد التي طعن بها جيش بلاده…
وتتعالى صيحات الشكوى من فمٍ كان بالأمس يسبح بحمد العصابة!
أهذا ندم؟
أم هو الوجه القبيح لخيانةٍ لم تكتمل على مهل؟
الخيانة لا تُجزئ
ليس هنالك خائن نصفه شريف.
ولا تحالف مع الشر يُثمر خيرًا.
فمن باع وطنه، ولو مرة، لن يجد إلا مزادًا مفتوحًا لكرامته.
إن الذين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا سماسرة دم، وعرّابين لخراب المليشيا، مهما لبسوا اليوم ثوب الندم، لا يُغفر لهم إلا بالحساب… لا بالعواطف.
فلا توبة بلا مساءلة،
ولا شرف بعد الخيانة.
من احترق بالنار التي أشعلها
في شرق دارفور، كما في غيرها من ربوع السودان، انقلب السحر على الساحر.
الذين فتحوا ديارهم للمليشيا، والذين استبدلوا جيشهم بعصابة، وصدقوا أن “المتمردين” مشروع وطن…
ها هم يُطاردون في الأسواق، يُهددون في منازلهم، ويُعاملون كأعداء بعد أن خدموا كأدوات.
فأي خيبة هذه؟
وأي ندم هذا الذي يأتي بعد أن احترق الوطن؟
لا رحمة للخائن… وإن ندم
التاريخ لا يرحم،
والوطن لا يقبل إلا بالوفاء.
أما أولئك الذين ساندوا مليشيا الإبادة، وروّجوا لأكاذيبها، وشرعنوا جرائمها تحت لافتة “الإنقاذ من الفلول”، فليذوقوا ما ذاقه الأبرياء على أيديهم.
وليعلموا أن من خانو الجيش…
خانوا الأرض والعرض والكرامة.
السودان لا يُحكم إلا بالحق
هذا الوطن، الذي حاولوا تركيعه بالدولار والرصاص والفتن، أثبت أنه أقوى من سكين الغدر، وأبقى من زمن المليشيا.
السودان سيعود… لكن لن يعود بكل من خانوه.
سيعود بشبابٍ آمنوا بالراية لا بالرتبة، وبالحق لا بالبندقية، وبالوطن لا بالعصابة.
7 سقط الخونة،
وهنا بدأ النصر…
وهنا ستقوم الدولة من جديد.”