القراءة الإقتصادية المتأنية تسهم لحد كبير في النهوض الاقتصادي من خلال وضع خطط وبرامج إقتصادية طومحه تتعاطى إيجاباً مع مجمل الأوضاع الحالية بضرورة
إعادة هيكلة الاقتصاد الكلي في البلاد ليساهم في النمو الاقتصادي بكآفة مؤشراته من خلال الاستفادة من الموارد في الولايات الآمنه.
لا غرو ان السودان يمر حالياً بنفراج كبير في أغلب ولاياته تعيش في محيط الأمن والاستقرار بعد أكثر من سنتين هي فترة ليست بالوجيزة لما لها من تأثير واضح المعالم على مستوى معيشة المواطن على الرغم من التحديات العظام التي يمر بها الوطن وهي ظرف استثنائي بالغة الدقة فى مسيرته الوطنية، من خلال ما يواجهه من مؤامرات خبيثة تسعى لتفتيت عضدد الوطن ونهب خيراته فلأرض تنطق سوداني والمستقبل الزاهر يصنعه السودانيون وحدهم لتجاوز كل التحديات على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فى ظل هذه الانعكاسات والتداعيات الناجمة من حرب الكرامة الراهنة وبنظرة متأملة ومدققة فى مجل هذه الأحداث بعض الولايات على سبيل المثال ولايات دارفور التي مازالت مليشيات آل دقلو الإرهابية متواجده فيها وما تعيشه هذه الولايات من إضطراب وعدم الاستقرار، بالإضافة إلى حالة القلق السائدة فى أجزاء من ولايات كردفان منذ فترة ليست القصيرة والتي تدور في معارك شرسة في كآفة جبهات القتال من أجل إستراد تلك الأجزاء الي حضن الوطن مكرمة بواسطة القوات المسلحة والقوات المساندة لها، هذا الواقع المضطرب وغير المستقر يدفعنا إلى التأكيد على أن أفضل ما يمكن أن يقدمه كل منا لوطنه فى ظل هذه الظروف بالغة الدقة والحساسية المحيطة بنا حالياً، هو إعلاء قيمة العمل وترسيخه فى وجداننا جميعاً، بحيث تصبح على قمة هرم القيم الاجتماعية والثقافية والأخلاقية لنا جميعاً، من المهم بالضرورة أن ندرك قيمة البذل كل فى موقعه أقصى الجهد للارتقاء بمستوى عمله ورفع جودة إنتاجه، حتى يصبح المنتج منافساً للمنتجات العالمية الأخرى للنهوض بقوة بعد حرب الكرامة بالتعاطي الاقتصادي الجيد وفق خطط اقتصادية تساهم في دفع عجلة التقدم والإزدهار والتطور، حتى يكون لنا مكان متميز ومؤثر على خريطة المنطقة والعالم بأسره، على المستويين الإقليمى والدولى، وهو ما يجب أن يكون.. فعلينا أن نؤمن أن ذلك يتحقق فقط بالعمل والإنتاج حيث يستوجب علينا أن ندرك بوعى أن الخيار الوحيد للتقدم هو خيار العمل وبذل أقصى الجهد فى العمل والإنتاج، لذلك لا بد أن نعى أن الفارق بين الدول المتعددة على مستوى العالم، سواء تلك الدول المتقدمة التى تتربع الآن على القمة الاقتصادية والتكنولوجية، أو تلك النامية التى تحاول أن تتقدم، أو الأخرى التى مازالت تقبع فى قاع المحيط الدولي، غارقة فى الفقر والحاجة، هو فارق كبير وواسع، هذا الفارق هو بين الدول التى سلكت طريق العلم والعمل الجاد والإصرار على التقدم، وبين غيرها من الدول الأخرى التى سلكت طريق الكسل وسقطت فى غياهب النوم فى أحضان التخلف والجهل، واستسلمت للإهمال وإهدار قيمة العلم، وغاصت فى وحل الفقر وعدم الإنتاج.
وفى ظل ذلك كله علينا أن نؤمن باليقين، أننا قادرون بوحدة الشعب والعمل بكل الجدية والإخلاص، على تجاوز كل الصعاب، ومواجهة كل التحديات والانتقال بالسودان إلى المكان والمكانة التى تليق بنا وسط عالم المنتجين والدول المتقدمة والحديثة، وفى هذا الإطار تتعدد وتختلف وتتنوع النظم والسياسات والسياقات الاجتماعية للدول والشعوب، وفقا لتنوع واختلاف الاختيارات والرؤى والاجتهادات، وأيضا القدرة على تنفيذ تلك الرؤى والاجتهادات وكذلك أيضا الأحلام والطموحات والأمانى.
وفى ظل هذا الاختلاف وذلك التنوع نرى دولاً قوية وأخرى أقل قوة، وشعوبا غنية وأخرى فقيرة، ومجتمعات متماسكة وصلبة وأخرى مفككة ومهترئة، طبقا للقدرات والإمكانيات وأيضا لصواب الرؤية أو خطئها، وكذلك لصلابة الإرادة وقوة العزيمة أو هشاشتها وضعفها، ورغم هذا الاختلاف وتعدد التنوع، نجد أن هناك طريقاً واحدا متفقاً عليه بين جميع الدول والشعوب يجب أن يسلكه ويسير عليه كل من يتطلع للقوة والغنى، واحتلال المكانة اللائقة به بين شعوب العالم ودوله.
والطريق الوحيد والمتفق عليه من الجميع هو طريق العمل والإنتاج، والسعى الجاد والمتواصل للأخذ بأسباب التطور والتحديث والتقدم، وذلك بالعلم والمعرفة والعمل الجاد والمكثف على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بما يؤدى إلى وفرة الإنتاج وجودة المنتج… وللسير هذا الطريق يجب أن نكون دائماً وأبدا على وعى وإدراك كاملين، بضرورة الوقوف صفاً واحدا وعلى قلب رجل واحد، فى مواجهة كل التحديات والصعاب والأخطار التى تواجهنا وتهدد مسيرتنا نحو البناء والتطور والتحديث والتقدم الذى ننشده ونسعى إليه، وأن نؤمن إيماناً كاملاً أن طريقنا الوحيد للدولة القوية، هو العمل والإنتاج.
نصر من الله وفتح قريب