السبت, أبريل 19, 2025
الرئيسيةمقالاترونق الصباح ...

رونق الصباح الحياة لا تعطي دروس مجانية لكن… تجنبنا السقوط والوجع ✍️أسامه الصادق ابو مهند

بعد معارك شرسة مع الحياة تتغير خلالها مفاهيم وقناعات، ونخسر (شوية) طيبة على (شوية) براءة، وتبدأ النظارة الشفافة عدساتها تغمق نسبيا وتتعمق رؤيتنا للأحداث والناس، ونستقبل الصدمات بهدوء وثبات إنفعالى.. رصيد هذه المعركة عبارة عن دروس أو (عكاز) نسند عليه الباقى من اعمارنا.. قد ندفع ثمنها غالى… وكما يقولون الحياة لا تعطى دروس (مجانية) لأحد لكنها بتجنبنا السقوط والوجع، فى مرحلة عمرية قد لا نحتمل فيها ما كنا نحتمله من قبل..!!! مما لا شك فيه أن الأيام تعلمك أن لا تثق بغصن (هش) وأن لا ترجو السماحة من بخيل، فما في النار للظمآن ماء..وأن لا تشرب من معين قد كدر صفاؤه…وأن تتقن فن التخلي والتسامي بنفس عزيزة، وأن تحفظ جهدك ووقتك لما يستحق…
وستدرك أن كل تجربة مهما كانت موجعة، تهديك خبرة للحياة…حيث أن تراكم الأيام والخبرات تجعل الفرد أكثر تحملا وصبرا لما يعصف به من تصاريف الحياة، ومنعرجاتها المتعددة والمتلونة والعجيبه، يوماً ترى يسراً ويوم ترى عسراً فالإنسان خلق في كبد…
فالطبيعي كلما كبر هذا الإنسان كلما نضج في حياته، ويتعلم من محيطه منهم من (تألم) فتعلم، ومنهم من عركته الحياة فكون رصيد ضافي وزخيرة (حبلي) بالتجارب تعينه علي معرفة البشر والحياة عامة بأكثر وضوح، وتكون تلك الأيام بمثابة عملية (غربلة) لكل شيء، وبتحكيم العقل أكثر في جل الأمور، وهذا جله يأتي بعد صراع طويل ومرير وبعد تجارب وخبرات قاسية في معترك الحياة.. لابد لنا من الصبر والحكمة وطول البال لكل شيء إذ أن الحياة الدنيا كلها ابتلاءات ربانية، يبتلي الله بها عبده بالمصائب تارة وبالنعم تارة ليعلم من يشكر ومن يكفر ومن يطيع ومن يعصى ثم يجازيهم يوم القيامة ( ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون )…. وهذا الابتلاء لا ينجو منه أحد حتى من اصطفاهم الله من عباده وهم الأنبياء، وأكثرهم بلاء في هذه الدنيا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولذلك هو أرفعهم درجة وأعلاهم درجة والابتلاء كما يكون في أمور الدنيا من فقد مال أو موت ولد أو تأخر في الزواج أو مرض أو غير ذلك، فإنه أيضا يكون في الدين، فهناك من يبتلى بفعل الكبائر أو ترك الصلاة أو نحو ذلك، فاحمد لله أن جعل مصيبتك في أمر من أمور الدنيا ولم يجعل مصيبتك في دينك، واعلم أن من ابتلاه الله في الدنيا فصبر فسيعوضه الله في الآخرة، والآخرة خير وأبقى، والآخرة خير من الأولى، وما عند الله خير للأبرار، فإذا صبرت على قدر الله فلك من الله أجر عظيم.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات