الخميس, مارس 13, 2025
الرئيسيةمقالاتشهداء معركة الكرامةوسجل الشرف الباذخ في حب الوطن ✍️أسامه الصادق ابو مهند

شهداء معركة الكرامةوسجل الشرف الباذخ في حب الوطن ✍️أسامه الصادق ابو مهند

قال الله تعالى في محكم تنزيله :(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون)… شهداء معركة الكرامة يكتبون في سجلات الشرف الباذخ، قيم الفداء والتضحية يضخون في كل معركة اسماء جديدة، تؤكد رسوخ قيمة حب الوطن فى جينات هذا الشعب، وقدرته على التمسك بأرضه واستقرار وطنه بأى ثمن، وعندما تستعيد وجوه شهداء معركة الكرامة فى مواجهة أوباش مليشيا آل دقلو الإرهابية ، لا تجد سوى شباب لبى نداء الوطن دون أي تأخير أو تردد فتسابقوا الي ميادين التدريب عبر منظومة المقاومة الشعبية حيث استعادوا فى لحظة النداء كل مخزون الفداء الكامن تحت جلودهم، فتحولوا أسودا تفترس أعداءهم وتصون عرض الوطن بدمائهم، فكان لصمودهم القوى أثر كبير في قلب موازين القوة في بداية معركة ١٥ أبريل عندما باغطت المليشيا المتمردة بالهجوم على القيادة العامة برتل كبير من العربات القتالية مستخدمة كل أنواع الأسلحة عبر هجومهم الغادر، كانت المليشيا المتمردة تراهن على تكتيك الصدمة والرعب عندما بدأت الهجوم، لكنها منيت بفشل ذريع، فقد كان الجنود يقومون بتأمين الأكمنة والمنشآت الحيوية يبادرون إلى الاندفاع نحو مصدر الهجوم، يفتدون بأرواحهم زملاءهم ويطلقون صيحة التحذير لرفاقهم من خلفهم قبل أن يندفعوا مقبلين على الموت، اندفاع غيرهم نحو الحياة، نستعيد في هذه اللحظات بطولات آلاف الشهداء من رجال القوات المسلحة الفتية والشرطة،وقوات العمليات والقوات المشتركة ودرع السودان وقوات العمل الخاص والمستنفرين حكايات يبكى لها القلب قبل العين عن لحظات استشهادهم، وكيف كانوا يتسابقون إلى الموت ويتواعدون على اللقاء فى الجنة، وكيف كان بعضهم ممن يصاب فى العمليات يصر على العودة إلى ميدان المعركة مجدداً أملاً فى الثأر لرفاق السلاح الذين سبقوه على درب الشهادة، فأوقن في هذه اللحظة كم هذا الوطن عظيم بأبنائه، ولماذا بقى وسيبقى صخرة صلبة عنيدة فى مواجهة مخططات العدوان ومؤامرات نشر الفوضى ومحاولات سرقة الأوطان بفضل هؤلاء الشهداء الأكرمين تكتسب تلك الروح الوطنية التى ميزت الشعب السوداني على مدى تاريخه العريق وجهاً جديداً فى مواجهة تحديات غير مسبوقة فى تاريخنا، فمجرد التماسك الشعبي، والوعى بخطورة ما يحاك لنا والتمسك بثوابت تلك الروح الوطنية التى لا تقبل تفريطاً فى أرض أو تنازلاً عن مبدأ، باتت هذه التضحية بحد ذاتها قيمة ينبغى أن نعض عليها بالنواجذ، نعم وحدة هذا الشعب كانت دائماً الرداء الذى نتدثر به فى مواجهة عواصف الخيانة والتأمر، وأعاصير هبت على الوطن من حين لآخر تحاول أن تثير نوازع القتل والتشريد وتشعل فتيل القتل والفتك في هذا الشعب الطيب، لكنه سرعان ما إصطدمت بحائط صلد صنعته تجارب الصمود فى وجه الأعداء من كل لون وجنس، وجعلت من السودانيين سبيكة متماسكة تتجسد قوتها الحقيقية فى لحظات الأزمة وأوقات الخطر فالقوات المسلحة التي تتمتع بمكانة خاصة في نفوس السودانيين، فهي دائماً صمام امان واستقرار هذا الوطن، بل هي العمود الذى تستند إليه خيمة الوطن، ليبقيها مظلة حامية ليس فقط لأبناء الوطن، بل يجعلها ملاذًا لكل الأشقاء الذين ذاقت أوطانهم مرارة الفتنة وألم الصراعات.
القوات المسلحة ليست مجرد مؤسسة عسكرية احترافية تؤدى واجبها وفق الدستور والقانون، لكنه كيان خالد له حضور فى كل بيت سوداني، فضباط الجيش وجنوده هم أبناء هذا الشعب، يأتون من كل ربوعه ليخدموا الوطن، وهم فى عقل وقلب كل منهم يقين لا يتزحزح بأنهم امتداد لتاريخ عريق من التضحية، وأوراق خضراء فى شجرة الوطن الوارفة التى ستبقى بهم أصلها ثابت وفرعها فى السماء، عندما تتأمل مشاهد الأبطال من شهداء معركة الكرامة تشعر بامتنان عميق لما قدموه من تضحيات صانت الوطن ومنحتنا أمناً واستقراراً وأملاً فى غد أفضل للسودان، متشبعين حد الثمالة بحب الوطن كل هذا الإحتشاد الوطني الكبير الذي يتمتعون يجعلك تطمئن إلى أن هذا الوطن باق ما بقيت تلك الروح الوطنية فى قلوبهم، فهذه ذرية بعضها من بعض، سلسال التضحية فيها لا ينقطع، وينابيع الفداء فيها خالدة خلود النيل.
شاهدنا من خلال الاعلام زيارات السيد القائد العام لقوات المسلحة ورئيس مجلس السيادة سعادة الفريق أول عبد الفتاح
لأسر الشهداء، تستشعرك هذه المواقف النبيلة أن الوطن كله يقف مع أسر الشهداء، وهو يقول لهم بلسان كل سوداني لستم وحدكم.. كلنا إلى جانبكم، والحقيقة أن اهتمام الدولة بأسر الشهداء ليس موقفاً عاطفياً فحسب بل هو تجسيداً لقيمة الوفاء، وهي رسالة واضحة بأن الشعب السوداني لاينسى تضحيات أبنائه من مختلف التشكيلات العسكرية، وأن الشهادة فى سبيل الوطن معنى يجسده كله من يخلص فى أداء واجبه عسكرياً، فكل من يتفانى فى أداء رسالته وتقديم واجبه الوطنى على مصلحته الشخصية فهو فى منزلة الشهداء، لأن معركة الكرامة هى معركة دحر العدو الذي أراد بالسودان شراً مستطيراً واجب مقدس اغرته كل الشرائع والقوانين، فنصرة القوات المسلحة والوقوف بجانبها هو طوق النجاة لحفظ مكتسبات الوطن وثوابته.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات