الانتظار واقع يرتدي ساعة معطلة ببطء… ونتمني ان لايقتل فينا خلايا الصبر.
أن تسأليني كيف أنت فإِنني صبور على ريب الزمان، صعيب حريص على أن لا يرى بي كآبة فيشمت عاد، أو يساء حبيب، ورغم سوء الانتظار، أحياناً نبقى على قيد الأمل..انها الحياه انه الكبد، إنها المعاناة كل منا يتألم بطرق شتي وظروف مختلفه ولكن مهما فعلنا ليس لنا إلا أن ننتظر ما أراده الله.. وهذه سنن كونيه لا نفهمها ولا ندركها بأصعب أوقاتنا ربنا مهيئ لنا اللطف، يعد لنا أجر عظيم لما نصبر فيه بباب (بالجنة)…. مايدخله الا (الصابرين..) لو أن الحياة ماتحتاج صبر ما قال الله: (إن الله مع الصابرين) و ما قال: (إن مع العسر يسرا) الصبر شيء عظيم لاتتهاونون فيه افتتحت سورة النحل بالنهي عن الاستعجال: (أتى أمر الله فلا تستعجلوه) وختمت بالأمر بالصبر (واصبر وما صبرك إلا بالله) وما بين التروي والصبر يكمن خير لايعلم به إلا الله سبحانه..بعض الناس يتوهمون أن الصبر معناه الخنوع والاستسلام للواقع الذليل، والرضا بالهوان والضعف، والسكوت عن معالجة الأمور والتثاقل عن أداء الواجب…وهذا التوهم لا أساس له من النقل الصحيح أو من العقل السليم.
والمتنبي في الصبر شعراً :
كالخيل يمنعنا الشموخ شكاية
و تئن من خلف الضلوع جروح
كم دمعة لم تدر عنها أعين
ونزيفها شهدت عليه الروح
فالصبر الجميل الذي مدحه الله تعالى هو الذي يحمل صاحبه على بذل أقصى الجهد لاعتناق الفضائل واجتناب الرذائل، وعلى السعي في الأرض بالطرق الشريفة لتحصيل المنافع التي أحلها الله تعالى بالتعاون مع الغير على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان.. فنثق بالله ولا نجزع.