قام السيد بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري بزيارة لبورسودان تعد الزيارة الرابعة منذ تعينه على رئاسة الدبلوماسية المصرية، و التقى برئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان.. و عقب اللقاء شرح عبد العاطي أسباب الزيارة التي تحدث مطولا حديثا دبولماسيا عن عمق العلاقة بين البلدين و التأكيد على موقف مصر الداعم لوحة السودان و دعم مؤسساته الوطنية و على رأٍ ذلك القوات المسلحة.. لكن الأهمية التي يجب وضع تحتها خطين.. بقوله أن زيارته تجيء لحرص الرئيس السيسي على ” متابعة الأوضاع في السودان” و في فقرة أخرى قال عبد العاطي أن رئيس مجلس السيادة شرح له الأوضاع الميدانية و الإنسانية على الأرض” و رغم أن هذه الفقرة كانت مقدمة على الآخريات في حديث الوزير عبد العاطي لكنها كان ردا على حرص السيسي للأوضاع الجارية في السودان خاصة على ميادين القتال..
أن تعبير وزير الخارجية المصري عن دعم مصر لحكومة الأمل في السودان، و أيضا تعمل من أجل تعزيز الاستقرار الإقليمي من خلال التنسيق مع الشركاء الدوليين.. هو موقف مساند للحكومة في بورسودان، و رافض في نفس الوقت لأية خطوات أخرى مثل حكومة ” تسيير” و غيرها من أجنحة السياسية الداعمة لها.. و هي أيضا إشارة لزيارة السيسي لعدد من دول أوروبا، و التي أجرى فيها حوارات مع عدد من زعمائها في القضايا التي تهم مصر و بالضرورة تكون قد تطرقت للحرب الدائرة في السودان، و أثرها على الإقليم، و كيفية إنهائها.. كما تطرقت لدور بعض الدول التي أصبحت جزء من الحرب من خلال السماح لدخول التعزيزات و الدعم اللوجستي عبر أراضيها إلي الميليشيا..
أن عبد العاطي لم يتطرق للرباعية بالشكل الذي يعطيها أهمية.. و عقب اجتماع ضم وزير الخارجية السوداني محي الدين سالم و وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي و الأمين العام للأمم المتحدة للشئؤون الإنسانية توم فليتشر.. قال السفير السوداني سالم (إن الحكومة السودانية تتعامل وبشكل ثنائي، مع الأشقاء في السعودية ومصر والأصدقاء في الولايات المتحدة، مشيراً إلى أنهم يجدون كل التعاون منهم) وأضاف قائلا (أن الرباعية التي تضم المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة، ودولة الإمارات، ومصر و تصدر بيانات عبرها هو جسم موجود في الإعلام فقط و لا صلة مباشرة لحكومة السودان بها.. و أن المجتمع الدولي إذا أراد تناول قضية الحرب في السودان يجب أن يسلم أن الدائر في السودان هو غزو مباشر ” أن يأتي أحد ليس له علاقة بهذه البلاد و يقتل و ينهب ثم يرحل بعيدا و عليه أن يخاطب العالم بالذي يحدث.) و هنا يكون وزير الخارجية قد وضح بشكل واضح موقف حكومة السودان من الرباعية دون أية لبس و بحضور وزير الخارجية المصري..
في اللقاء الذي أجراه الكاتب الصحافي حسن أسماعيل مع رئيس مجلس السيادة و القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان الذي قال له ( أن مسعد بولس قال أنه أريد أن أنجح في ملف الوساطة هذا فقلنا له بطريقتك هذه ستفشل فشلا كبيرا… الطريقة الوحيدة التي ستجعلك تنجز انجازا ايجابيا في هذا الملف، هو أن تتبنى خارطة الطريق التي قدمناها لكم ) و أضاف قائلا البرهان لبوليس ( تُخطئون إذا ظننتم أن سقوط الفاشر سيجعلنا نضعف ونقبل بالهدنة وسنحارب لاستعادة الفاشر وسترون … و قلنا للأمريكان نظموا لقاء بيننا وقيادات ابوظبي.. وبالفعل جاءوا بشخبوط.. وفي حضور الأمريكان ابرزنا لهم ( 21) فِلاش بها كل المعلومات التي تؤكد دور الإمارات في الحرب … لم يستطع شخبوط أن يرد أو ينفي بل غادر الإجتماع صامتا( أن حديث البرهان يؤكد أن الرباعية ما هي إلي محاولة من الإدارة الأمريكية بهدف تحقيق رغبة الرئيس ترامب لنيله جائزة ” نوبل للسلام” و هذه مسألة لا تخص الشعب السوداني على غلإدارة الأمريكية أن تذهب لوقف الحرب في أوكرانيا..
أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في تصريح صحفي في كندا حيث اجتماعات وزراء خارجية مجموعة السبع، حيث قال ( أن بلاده تمارس الأن ضغوطا على الدول الداعمة للميليشيا لوقف تسليحهالآن استمرار الدعم يعقد الأزمة.. كما أن الميليشيا متورطة في ارتكاب جرائم حرب ضد المواطنيين بصورة ممنهجة و ليست اعمالا فردية .. و قال الوزير ألمريكي إذا كان تصنيف الميليشيا منظمة إرهابية سيساعد على حل المشكلة فليكن ذلك… هذا التصريح يمثل تغييرا في اتجاه سياسة أمريكا التي كان متبعة منذ 2019م حيث كانت السياسية تحاول أن تفرض وقعا سياسيا على السودانيين.. أن تصنيف الميليشيا منظمة إرهابية يكونوا قد قطعو50% من عملية وقف الحرب…
أن زيارة وزير الخارجية المصري جاءت بهدف معرفة اوضاع الحرب في السودان ، و مجرياتها و نتائجها، و كيفية تثبيت وحدة السودان واقعا، و الحفاظ على مؤسسات الدولة التي خربتها الميليشيا، و المدعومة من قبل الأمارات و تساعدها عددا من الدول المجاورة للسودان و التي يمر عبرها الدعم الوجستي و المرتزقة.. أن الإدارة الإمريكية التي تترأس الرباعية إذا كانت جادة لوقف الحرب كانت طلبت من الأمارات أن توقف أمداد الميليشيا بالسلاح، و لا تصر على جعلها مرة مراقبة في مفاوضات، و مرة أخرى كوسيط .. إما الذين يهللون و ينتظرون الرباعية أن تدخل بجيوشها هؤلاء هم أنفسهم كانوا جزءا من الذين شجعوا الميليشيا أن تقوم بإنقلابها.. لذلك مصر لا تفرض شيئا على السودان و لكنها تسمع وجهة نظره في مجريات الأحداث، و كانت تعلم بالرؤية الجديدة للإدارة الأمريكية و أرادت أن تبلغ الحكومة السودانية في بورسودان.. و بذلك يكون سلم الأولويات الوطني مرتب ترتيبا منطقيا، وفقا للأحداث الجارية.. الإنتهاء من الحرب أولا، و إبعاد الميليشيا من الساحتين العسكرية و السياسية.. ثم يأتي الدور السياسي لمنع التدخلات الخارجية في شأن البلاد.. و بعد ذلك يبدأ الحوار الوطني الذي يشمل كل القوى السياسية التي لا تعترض عليها الجماهير و تطبيق العدالة… وكلها نقاط حوارية.. و نسأل الله حسن البصيرة…
