مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تتزايد المخاوف من تفشي وباء الكوليرا في ولاية سنار، لا سيما مع ارتفاع أعداد الإصابات في الآونة الأخيرة. والكوليرا، كما هو معروف، من الأمراض المعدية الخطيرة التي تنتقل بسرعة كبيرة عبر تناول الأطعمة أو المياه الملوثة. ويمكن أن تتفشي العدوى إلى المئات خلال ساعات معدودة إذا لم تُتخذ التدابير الصحية الوقائية اللازمة.
وترتبط الكوليرا بشكل مباشر بسلوكيات النظافة العامة، وبالأخص النظافة الغذائية، ما يجعل الوعي الصحي ضرورة قصوى في مثل هذه الظروف. ومن هنا، تأتي أهمية التعامل الجاد والمسؤول مع مخلفات الأضاحي التي غالباً ما تُهمل وتُترك لتتحول إلى بؤر للتلوث وانتشار الأوبئة، خاصة في البيئات التي تعاني أصلاً من هشاشة في الخدمات الصحية.إن مسؤولية الحفاظ على البيئة النظيفة لا تقع على جهة بعينها، بل هي واجب جماعي، يبدأ من الفرد مروراً بالمجتمع، وصولاً إلى مؤسسات الدولة. وعلى كل مواطن ومواطنة في ولاية سنار أن يدركوا أن هذا العيد ليس كسابقيه، إذ يواجه فيه الإقليم خطراً صحياً داهماً يستوجب تغيير العادات القديمة والتصرف بوعي أكبر.
لذلك، يجب أن تبادر كل منطقة أو قرية إلى تحديد أماكن مخصصة لجمع جلود الأضاحي، ويمكن الإعلان عنها عبر مكبرات الصوت في المساجد. كما يُفضل التبرع بهذه الجلود إلى الجهات المختصة بجمعها، أو التخلص منها بالحرق المباشر في الأماكن المخصصة لذلك. إضافة إلى ذلك، يجب الحذر من ترك الدماء في الساحات والمنازل، بل ينبغي دفنها مباشرة في التراب منعاً لانبعاث الروائح وتكاثر الذباب الناقل للأمراض.
وفي ظل هذا التحدي الصحي الكبير، نتابع باهتمام جهود وزارة الصحة بولاية سنار، التي تتفاعل بصورة إيجابية مع الإعلاميين وتفتح أبوابها للتنسيق والتعاون عبر مختلف الوسائط. ويقود هذه الجهود الدكتور إبراهيم العوض، الذي يبذل قصارى جهده في سبيل الحد من انتشار المرض وتنسيق العمل بين كافة الجهات ذات الصلة.
وفي الختام، لا بد من التذكير بأن الوقاية تظل دائماً خيراً من العلاج، وأن اتحاد الجهود بين الحكومة والمواطنين ووسائل الإعلام كفيل بكسر سلسلة تفشي الكوليرا
.
نسأل الله أن يحفظ أهلنا بسنار وسائر ربوع الوطن، وأن يوفق الجميع لما فيه الخير والصحة والسلامة.@